
تقرير ( خاص) يمنان
في ظل الانهيار الاقتصادي الحاد الذي تعاني منه البلاد، واتساع رقعة المعاناة الإنسانية نتيجة تدهور العملة المحلية وانقطاع المرتبات وخروج خدمات الكهرباء، برزت تحركات الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، كبارقة أمل لإحداث اختراق فعلي في جدار الأزمة الخانقة.
فقد شهدت العاصمة عدن خلال الأيام الماضية سلسلة من اللقاءات والزيارات الميدانية المكثفة أجراها الزُبيدي، ركّزت في معظمها على الشقين المالي والاقتصادي، في مساعٍ جادة لانتشال الواقع المعيشي المتردي.
وكان أبرز تلك اللقاءات، الاجتماع الذي عقده الزُبيدي يوم السبت مع محافظ البنك المركزي اليمني أحمد غالب، والذي ناقش خلاله جُملة من الإجراءات العاجلة لضبط القطاع المصرفي والمالي، ووقف تدهور الريال اليمني. وأسفرت هذه التحركات عن تحسُّن ملحوظ في قيمة الريال أمام العملات الأجنبية مساء اليوم الثلاثاء
كما قام الزُبيدي بزيارة ميدانية الاثنين 21 يوليو إلى مصافي عدن، واطّلع عن كثب على سير الأعمال الجارية لإعادة تشغيل هذا الصرح الاقتصادي الحيوي، مؤكداً دعمه الكامل لتوفير الاحتياجات العاجلة لاستئناف العمل فيه، بما يُسهم في تعزيز موارد الدولة وتقليل الاعتماد على المشتقات المستوردة.
وفي إطار العمل على إصلاح المنظومة الإيرادية، ناقش الرئيس الزُبيدي خطة تنفيذية شاملة أعدتها اللجنة العليا للموارد للنصف الثاني من العام 2025، ركّزت على معالجة الاختلالات في المؤسسات الإيرادية السيادية، كالجمارك والضرائب، إلى جانب تفعيل الأجهزة الرقابية، وتوسيع قاعدة الموارد المالية.
كما التقى الزُبيدي نائب وزير المالية هاني وهاب، لمتابعة سير الإجراءات الهادفة إلى ضبط الموارد وتوريدها إلى الحساب العام للحكومة في البنك المركزي، وتوفير السيولة اللازمة لصرف مرتبات موظفي الدولة المتوقفة منذ أشهر.
وبعد لقاء الزبيدي بإدارة البنك المركزي عدن اصدر البنك المركزي قرارات حازمة بإيقاف 30 شركة صرافة مخالفة، ما عزز من استقرار سعر الصرف في السوق المحلية، وساهم في التخفيف من حدة المضاربات التي أثّرت سلبًا على قيمة العملة.
وقد لاقت هذه التحركات ارتياحًا شعبيًا واسعًا، وسط آمال بأن تمثل هذه الخطوات بداية حقيقية لمعالجة الوضع الاقتصادي المتدهور والتخفيف من معاناة المواطنين في عموم المحافظات.