
يمنان : تقرير (خاص)
تتزايد حالة السخط الشعبي يوماً بعد يوم في ظل استمرار الانهيار الشامل للشرعية اليمنية، التي باتت عاجزة عن الوفاء بأبسط التزاماتها، وتحولت إلى كيان هش لا يتجاوز صخبه الإعلامي وعودًا جوفاء وعبارات مكررة لا تسمن ولا تغني من جوع.
فيما يعاني الشارع من أوضاع معيشية واقتصادية خانقة، لم تُثمر الاجتماعات الحكومية المتكررة إلا عن مزيد من التدهور، حيث وُصفت بأنها مجرد “اجتماعات هزلية” لم تلامس هموم المواطنين، وأصبحت مثار سخرية في الشارع نتيجة الاستمرار الممنهج في الكذب والمماطلة من قِبل رئيس مجلس القيادة الرئاسي وأعضاء المجلس ورئيس الحكومة، حيث يسمع المواطن جعجعة ولايرى طحنًا
ورغم مرور سنوات على تشكيل المجلس الرئاسي المكوّن من رئيس وسبعة نواب، بالإضافة إلى رئيس الوزراء الوزارء، فإن الواقع يشي بحالة من الغيبوبة السياسية، حيث لم تُوفَّر الخدمات، ولم تُصرف المرتبات، ولم يُتخذ أي إجراء جاد لوقف الانهيار المتسارع للعملة المحلية، التي تفقد قيمتها يومًا بعد آخر.
ويصف المواطنون هذا الأداء بالصمت “المريب والمخزي”، إذ تتنصل الجهات المسؤولة عن مسؤولياتها، في مشهد يؤكد غياب الضمير الوطني، مقابل معاناة شعب يتجرع العلقم في ظل تردٍ غير مسبوق.
قال الصحفي صلاح السقلدي في صفحته بالفيس التقينا برئيس مجلس الوزراء بن بريك أثناء مشاركتنا الوقفة الاحتجاجية لكن الغريب أن بن بريك أيضا يشكو بمرارة، مرارة مغلفة بشيء من التذمر.
وأضاف قائلاً عن بن بريك : يشكو مثله مثلنا من سوء الأوضاع ومن انعدام الموارد وحالة الفوضى (فهمنا منه إن لا موارد متاحة بيده ولا دعم تحالف) قائلا لا شيء بيدي انتشل من خلاله هذا الوضع ولكننا نعمل.
وتتصاعد المطالبات بإسقاط هذه الشرعية التي وصفها الشارع بـ”البلوة”، بعد أن تحوّلت إلى عبء على كاهل المواطنين بدلًا من أن تكون حامية لمصالحهم ومدافعة عن حقوقهم. فالشعب الذي طال صبره لم يعد يرى أي أمل في استمرار سلطة فاقدة للشرعية الشعبية، وعاجزة عن تحقيق الحد الأدنى من واجباتها.