
في 27 أبريل 1994، شهد جنوب اليمن يوماً أسود، حيث تجلت فيه النوايا الخبيثة لقوى صنعاء تجاه الجنوب وشعبه. كانت هذه اللحظة بداية مرحلة جديدة من الظلم والاضطهاد والقتل والتسريح، حيث تم غزو الجنوب بشعارات تكفيرية واستباحة الدماء ظلماً وباطلاً.
لم تكن حرب صيف 1994 مجرد خلافات سياسية، بل كانت محاولة لإخضاع شعب كامل وطمس هويته، ونهب مقدراته وثرواته. هيمنت قوات الاحتلال على الأرض والثروات، مما أدى إلى إقصاء الجنوب من مراكز القرار. هذا الوضع خلق شعورًا عامًا بالظلم، حيث واجه الجنوبيون تحديات كبيرة في تحقيق تطلعاتهم.
رغم الهيمنة العسكرية للاحتلال، أظهرت الأحداث أن الشعوب لا تموت، بل تتجدد وتعيد تشكيل نفسها، وهذا ما تحقق في الجنوب. من خلال التضحيات والنضال والكفاح، استطاع الجنوبيون فرض إرادتهم على أرض الواقع.
منذ عام 2007، خرجت ملايين الجنوبيين في مسيرات مليونية، تعبيرًا عن رفضهم للوضع المفروض بعد الحرب. لم تكن هذه المسيرات مجرد تعبير عن الغضب، بل تجسد إرادة شعب يسعى لاستعادة حقوقه وإعادة بناء هويته.
عند النظر إلى الفارق بين جنوب الأمس وجنوب اليوم، يمكن ملاحظة التغيرات الكبيرة التي حدثت. أصبح الجنوب اليوم يتمتع بجيش قوي وأمن مستقر، بقيادة سياسية محنكة، تجسدها شخصية الرئيس القائد عيدروس الزبيدي.
لم تقتصر جهود قياداتنا على تحرير الأرص والدفاع على تربته وتعزيز الأمن فحسب، بل سعت أيضًا إلى بناء مؤسسات دولة قادرة على تلبية احتياجات المواطنين. لقد أثبت الجنوب أنه قادر على النهوض من تحت الأنقاض وبناء مستقبل يليق بتاريخه وهويته.
في الوقت الذي تحول فيه الجنوب من أرض محتلة إلى وطن قوي يفرض إرادته على الأرض، تعيش صنعاء ومعظم المناطق الشمالية هجومًا أمريكيًا ضد مليشيا الحوثي، لتذوق نفس الكأس التي سقيت بها عدن.
الجدير بالذكر أن الجنوب اليوم يتمتع بواقع سياسي متطور، حيث يسعى إلى تحقيق الاستقرار وتعزيز الحكم الذاتي، وقد شهد أيضًا تحولات ملحوظة ليس فقط على المستوى المحلي، بل أيضًا على الساحة الدولية.