في الوقت الذي يخوض فيه أبناء الجنوب القتال في مجابهة مليشيا الحوثي الكهنوتية، بالإضافة إلى استعدادهم لخوض المعركة حتى خارج النطاق الجغرافي والتقدم نحو شمال اليمن للتخلص والخلاص من عصابات مران، تحاول بعض الأطراف في الشرعية لعرقلة أي جهود أو حشد الطاقات لإنهاء الانقلاب الحوثي.
تسعى هذه الأطراف المؤطرة بالشرعية لإسقاط عدن قبل سقوط صنعاء، وهذه السياسة لن يكتب لها النجاح وستفشل، باعتبارها أسطوانة مشروخة ومكررة وباتت مفضوحة، ويتم التصدي لها بحزم وحسم مهما افتعلوا من الأزمات التي أثقلت كاهل المواطن البسيط.
ويتساءل آخرون لماذا تسعى بعض الأطراف في الشرعية إلى حرف معركة الحرب من الشمال في مواجهة الحوثي إلى الحرب على الجنوب، سواء عبر حرب الخدمات التي تعتبر أشد ضراوة من الحرب العسكرية، ناهيك عن افتعال الفوضى أو تغذية أطراف لشق الصف الجنوبي.
تمثل حرب الخدمات أحد الأساليب المستخدمة، مما يزيد من الضغوط على المواطنين. تحاول بعض الأطراف إيجاد طرق لإشغال أبناء الجنوب عن المعركة الرئيسية، وهو ما يسبب حالة من الفوضى والارتباك. هذه الحرب تتخذ أشكالًا متعددة، تتجاوز المعارك العسكرية.
ويظهر فيديو تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي لأبطال محافظة الضالع وهم يهللون ويكبرون تحت عبارة “طالع لك يا حوثي طالع، طالع لك يا حوثي من أرض الضالع”، الأمر الذي يؤكد نية أبناء الجنوب في قتال الحوثي في أرض الشمال، برغم انتمائهم لهويتهم الجنوبية.
ويرى مراقبون أنه كان من الأجدر على هذه الأطراف المنضوية في الشرعية، سواء سياسية أو عسكرية، استغلال تعاطف أبناء الجنوب من خلال مساندتهم إلى جانبهم في القضاء على الحوثي، بدلاً من طعن إخوانهم الجنوبيين في الخاصرة ومحاولة إركاعهم وإخضاعهم وتعذيبهم بحرب الخدمات.
من الواضح أن أبناء الجنوب يتطلعون إلى تحقيق النصر في معركتهم ضد الحوثي، ويجب على الأطراف السياسية والعسكرية في الشرعية أن تعيد تقييم مواقفها. التعاون مع الجنوبيين هو السبيل الوحيد لتحقيق الأهداف المشتركة.