
من القادة القلائل الذين جمعوا بين القيادة العسكرية بحنكة والإنسانية والنزاهة والدفاع عن الوطن وقيم الانتماء والشجاعة والتضحية، حيث قاد المعارك بجسارة دون كلل أو ملل، وصال وجال في مختلف الجبهات القتالية من الضالع إلى عدن، مرورًا بيافع وكرش وأبين بالشيخ سالم، ومن ثم العودة إلى مسقط الرأس في جبهة حجر للذود عن الضالع خاصة والجنوب عامة. وهذا ما عرفناه منه، قائدًا مقدامًا يتقدم بكل فخر وشموخ وأباء لأي مهمة توكل إليه.
كرس كل جهده في إعداد اللواء الذي يقوده إعدادًا بشكل صحيح من خلال التدريب والتأهيل بعيدًا عن الضجيج الإعلامي. ورغم أن اللواء الأول مشاة قد أذهل الحاضرين أثناء عرضه العسكري قبل عامين من حيث الاستعراض المهيب والمظهر الأنيق، إلا أنه لم يتباهَ بإنجازاته بل اعتبر ذلك جزءًا من واجبه كقائد بارز يجسد نموذج القائد العسكري الناجح.
هذا القائد الصنديد هو من الأوائل الذين تصدوا لمليشيا الحوثي، حيث كان له دور بارز في مواجهة الغزو الإخواني على العاصمة عدن، وكان السباق في دحر ألوية الإصلاح. إنه ليس مجرد ضابط عسكري متمرس بل هو شخصية استثنائية وفريدة تتسم بالحكمة والدهاء والذكاء.
وقد تميزت سيرته النضالية والقتالية كقائد محترف بالحزم والانضباط والالتزام بمعايير الكفاءة العسكرية ومبادئ القيادة الصارمة، وكقائد بالمتابعة ومراقبة الأداء والاهتمام بالتدريب والتأهيل، والحفاظ على الجاهزية.
وبعيدًا عن العمل العسكري، يعتبر العميد عبد الرحمن عسكر شخصية اجتماعية بامتياز وإنسانية خيرية، حيث كان له دور كبير في التخفيف عن معاناة الطلاب الجامعيين في العاصمة، كما قدّم الكثير من الدعم الخيري للمرضى والمحتاجين.
والشاهد أن قيادته لم تقتصر على الاهتمام العسكري والتنظيم والانضباط والبناء فحسب، بل شملت أيضًا البعد الإنساني الذي يعتبره من صميم مهمته الوطنية. هذه الشخصية المتعددة الأبعاد جعلته يحظى بشعبية واحترام بين الناس، فكان مرجعًا لمن لديه مظلمة أو يحتاج إلى مساعدة.
في الحقيقة، فإن اللواء عبد الرحمن عسكر يمثل نموذجًا للقائد العسكري الذي لا يتوقف عند حدود الجبهة العسكرية، حيث امتد تأثيره ليشمل الجوانب الإنسانية. لقد تكفل منذ سنوات في توفير سكن ومأكل ومشرب لأكثر من 350 طالبًا، معظمهم من الطلاب الأشد فقرًا، بالإضافة إلى توفير بدل مواصلات لهم.
الصفة التي يتميز بها القائد الفذ هي ولائه لوطنه، فهو يعمل بإخلاص ووفاء، ويظهر محبة واحترام جنوده له. لم نسمع يومًا أن جنوده يشتكون أو يناشدون عن حقوقهم أو خصم من رواتبهم، وإنما العكس، بل يكنون له كل الحب والاحترام والولاء والطاعة وكأنه أب لهم وليس قائدًا عسكريًا، برغم صرامته وهيبته. وهذا ما يؤكد قيادته الحكيمة. الأمر الذي لفت انتباهي هو أنه لديه رؤية مستقبلية وهدف وطني لبناء قوة عسكرية قوية تحمي المكتسبات والإنجازات التي تحققت تحت قيادة ربان السفينة الرئيس القائد عيدروس الزبيدي.